
المفارقة الكتابية: الجنة والجحيم والحالة الإنسانية
Macpherson Kelيشارك
الجنة والجحيم كحالتين للوعي:
يعلمنا الكتاب المقدس عن الجنة والجحيم، ولكن ماذا لو لم تكن هذه أماكن حقيقية، بل حالات من الوعي؟ توصف الجنة بأنها حالة من السلام والحب والانسجام مع الإله، في حين أن الجحيم هي حالة من الاضطراب الداخلي والمعاناة والانفصال. هذه الحالات ليست أماكن بعيدة نذهب إليها بعد الموت؛ بل هي حالات ذهنية وعاطفية نختبرها في الحياة.
إننا نخلق جنتنا أو جحيمنا من خلال الاختيارات التي نتخذها والعقلية التي ننميها. فإذا ما نسجنا بين الحب والحكمة والخدمة، فإننا نخلق الجنة على الأرض. وإذا ما عشنا في خوف وغضب وانفصال، فإننا نختبر حياة جهنمية.
الله والشيطان في الداخل:
يتحدث الكتاب المقدس أيضًا عن المعركة الداخلية بين الخير والشر، والنور والظلام، أو بين الله والشيطان. هذه القوى المتعارضة ليست خارجية فحسب؛ بل هي بداخلنا. يمثل "الشيطان" القوى السلبية المتمثلة في الخوف والأنا والانقسام، بينما يمثل "الله" في الداخل الحب والوحدة والسلام. إن الصراع بين هذه القوى هو تجربة عالمية.
إن مهمتنا إذن ليست محاربة هذه القوى، بل التعرف عليها من الداخل واختيار الاصطفاف مع الإلهي ـ والسماح لنور الله بإرشاد حياتنا. وهذه العملية تؤدي إلى خلق الجنة على الأرض، سواء داخلنا أو في العالم من حولنا (كما ذكرنا أعلاه، كذلك ذكرنا أدناه).